الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في قطر

تحظى الصحة النفسية في قطر باهتمام كبير، يترافق ذلك مع التقدم المتسارع في مختلف مجالات الحياة، هذا الاهتمام لم يمنع من انتشار اضطرابات نفسية بين السكان نتيجة تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.

سنستكشف في هذه المقالة أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في قطر وكيفية تأثيرها على حياة الأفراد.

الاضطرابات النفسية الشائعة في قطر

في قطر تبرز اضطرابات نفسية شائعة كالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم ناتجة عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والضغوط المهنية المتنامية.

1- اضطرابات الاكتئاب

يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً في قطر، حيث تبلغ نسبة انتشاره حوالي 17.3% بين السكان وفقاً لتقارير وزارة الصحة والمؤسسة الوطنية، ويعتبر المهاجرون أكثر عرضة للاكتئاب مقارنة بالمواطنيين القطريين، وهو أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال.

يظهر الاكتئاب على شكل شعور مستمر بالحزن والفراغ، انخفاض في الطاقة وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، ويترافق مع اضطرابات في أنماط النوم والشهية، مع وجود صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات، والشعور بالذنب وانعدام القيمة، وفي الحالات الشديدة يمكن أفكار انتحارية.

تسهم الضغوط العائلية والتوقعات الاجتماعية وضغوط العمل وعدم الاستقرار المالي، بالإضافة للعزلة بين المهاجرين في زيادة معدلات الاكتئاب.

2- اضطرابات القلق

تأتي اضطرابات القلق في المرتبة الثانية بعد الاكتئاب، حيث تتراوح نسبة انتشارها بين السكان في قطر من 10% حتى 15% وفقاً لدراسات محلية، وهي أكثر شيوعاً لدى الشباب والنساء، بالإضافة لفئة المهاجرين.

وتشمل أنواعها اضطراب القلق العام ونوبات الهلع والرهاب الاجتماعي، وتتميز هذه الاضطرابات بشعور مستمر بالخوف والتوتر، وتسارع في ضربات القلب وصعوبة في التركيز والأرق، بالإضافة إلى تعرق زائد وتوتر في العضلات وضيق في التنفس وغثيان.

تنتج اضطرابات القلق عن ضغوط العمل والدراسة، المشاكل المالية، التفكير السلبي والتعرض للصدمات بالإضافة للمناخ الحار والتغيرات الاجتماعية السريعة في قطر.

3- اضطرابات النوم

تعد اضطرابات النوم من المشاكل النفسية الشائعة في قطر، حيث يقدر أن حوالي 20% من السكان يعانون منها، خاصة بين فئة الشباب والبالغين، كما أن نسبة كبيرة من السكان يعانون من قصر مدة النوم.

تشمل اضطرابات النوم الأرق، انقطاع التنفس أثناء النوم، الاستيقاظ المتكرر ليلاً، بالإضافة لمتلازمة تململ الساقين، وتسبب إرهاقاً مستمراً ونعاساً شديداً خلال النهار، وشعور مستمر بالتوتر والقلق نتيجة قلة النوم.

تأتي اضطرابات النوم نتيجة ضغوط الحياة والتغيرات الاجتماعية السريعة واستخدام الأجهزة الالكترونية لفترات طويلة.

4- اضطرابات الأكل

تعد اضطرابات الأكل من المشاكل النفسية المتنامية في قطر، أكثر الفئات تأثراً هم المراهقون والنساء، تقدر نسبة انتشارها حوالي 10 % ويمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم يتم التعامل معها.

تشمل اضطرابات الأكل فقدان الشهية العصبي، الشره المرضي العصبي، اضطراب نهم الطعام، وتظهر على شكل تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل مفرط، وقلق غير طبيعي حول الوزن وشكل الجسم، بالإضافة لسلوكيات مثل التقيؤ وتناول الملينات.

تنتج اضطرابات الأكل بسبب الضغوط الثقافية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والتعرض للصدمات، بالإضافة للتفكير السلبي والسعي نحو الكمالية.

5- الوسواس القهري

يعد اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات المنتشرة في قطر، حيث بينت الاحصائيات إصابة 10 % من رواد العيادات النفسية بالوسواس القهري، وللنساء النصيب الأكبر بالإصابة مقارنةً بالرجال.

يكون على شكل أفكار متكررة ومزعجة تدفع الفرد للقيام بسلوكيات قهرية، وذلك للتخفيف من التوتر الناتج عنها، مل الحاجة للترتيب المفرط وغسل اليدين المتكرر.

يأتي الوسواس القهري نتيجة لعوامل وراثية، ضغوط نفسية واجتماعية، بالإضافة للتوتر المرتبط بالعزلة بالنسبة للمهاجرين.

العوامل المؤثرة في ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية في قطر

  • العوامل الاجتماعية: كالضغوط العائلية والاجتماعية، والتغيرات السريعة في المجتمع القطري، بالإضافة إلى الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالصحة النفسية.
  • العوامل الاقتصادية: مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وضغوط العمل، وعدم الاستقرار المالي خاصة لدى المهاجرين، مما يزيد التوتر والقلق والشعور بالكآبة.
  • العوامل البيئية: كالضجيج والتلوث وقلة المساحات الخضراء، بالإضافة إلى المناخ الحار، وهو ما يؤثر على النوم والمزاج ويزيد الإرهاق.
  • تأثير التكنولوجيا:مثل الاستخدام المفرط للأجهزة وإدمان الانترنت، والسعي للكمالية والنجاح على وسائل التواصل، مما يسبب ضغط وتوتر وعزلة.

كيفية التعامل مع الاضطرابات النفسية

يتطلب التعامل مع الاضطرابات النفسية الوعي والصبر والقيام بخطوات عملية، من أهمها:

  • من المهم الاعتراف بوجود مشكلة وعدم إنكارها أو تجاهلها، وهو ما يدل على شجاعة الفرد وقوته.
  • طلب المساعدة واستشارة طبيب أو معالج نفسي، من أجل الحصول على التشخيص الدقيق، وتلقي العلاج سواء الدوائي أو العلاج السلوكي او المعرفي.
  • يجب اتباع نمط حياة صحي قائم على ممارسة الرياضة بشكل منتظم والنوم لساعات كافية، وتناول غذاء صحي متوازن، وتقليل المنبهات والكافيين.
  • تقليل وسائل التواصل الاجتماعي والابتعاد عن الناس السلبيين في حياتك، وممارسة التأمل وتقنيات الاسترخاء.
  • الحصول على الدعم من الدائرة المقربة منك كالعائلة والأصدقاء لتخفيف التوتر والعزلة.

خلاصة المقالة

يمكن ملاحظة الارتفاع الملحوظ باضطرابات الاكتئاب والقلق، واضطرابات النوم والأكل، والوسواس القهري في قطر، والتي تنتج عن مجموعة من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بالإضافة إلى التأثير السلبي للتكنولوجيا وسوء استخدامها، ومن المهم فهم هذه الاضطرابات والعوامل المساهمة فيها حتى يتم التعامل بفعالية، وتطوير استراتيجيات من أجل الوقاية والكشف المبكر وتلقي العلاج المناسب، وهو ما يسهم في بناء مجتمع قطري أكثر استقراراً وتكيفاً وسعادة.

Comments

اترك تعليقاً